Pages

Monday, February 13, 2012

المفعـــول المطــــلق

المفعول المطلق

تعريفه :

اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .

نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما .

فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .

وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه إن شاء الله .

ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو  قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }

أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم }
وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }

ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .


أنواعه :

1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله .

نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا .

 ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }.

فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .

ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }

وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }

2 ـ لبيان نوعه .

نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .

ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .

فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله .

ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }

ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }

وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }

وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }


3 ـ أو لبيان عدده .

نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .

" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .

فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة .

ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }

 * تثنية المفعول المطلق وجمعه :


1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :

انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .

2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .

نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .

بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .

3 ـ المفعول المبين للعدد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .

نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .


* عامل المفعول المطلق :

يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي :

1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما .

وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .

2 ـ المصدر ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا } .

فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .

3 ـ اسم الفاعل . نحو قوله تعالى : { والصافات صفا } .

صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .

4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .

قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .

5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما .

فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :

أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني .


ما ينوب عن المفعول المطلق (للمطالعة والفائدة)

وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل :

1 ـ مرادف المفعول المطلق .

نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا .

فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .

الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .

وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .

ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .

غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ،

أما الجلوس فيكون من اتكاء

ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }

2 ـ ينوب عنه أسم المصدر .

واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .

فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل

أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .

ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .

ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }

وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 .


4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي .

 نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}

فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .


4 صفة المصدر المحذوف .

نحو : ضحكت كثيرا .

فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا .

ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .

 ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 .

وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 .

5 ـ لبيان نوعه .

نحو : رجع العدو القهقرى .

فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .

والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى .

ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .

6 ـ لبيان عدده .

نحو : صليت ركعتين .

ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .


ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .

فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .

 ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 .

7 ـ ما يدل على آلته .

نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .

ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .

8 ـ الإشارة إليه .

نحو : أقدره هذا التقدير .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .

التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .

ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .

9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .

نحو : أحترمه كل الاحترام .

كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .

ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .

وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .

 ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل } .

وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط } .

 ومنه قول الشاعر :

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا

10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .

نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .

فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .

والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .

72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 .

11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .

وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .

نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .

واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .

فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه .

12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .

نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟

73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 .

13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات .

نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .

14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .

نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .

وأصل " أي " صفة للمصدر .

حذف عامل المفعول المطلق :

يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :

أولا : حذف العامل جوازا :

1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .

أي : سبحت سباحة جيدة .

ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .

وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .

ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .

2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .

كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .

وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .

غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .

أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟


ثانيا ـ حذف العامل وجوبا :

يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :

1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .

نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .

ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .

والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .

2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .

نحو : محمدٌ قياما قياما .

فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .

وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .

3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .

نحو : ما يوسف إلا اتكالا .

والتقدير : إلا يتكل اتكالا .

وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه .

4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .

نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .

وأحمد صديقي قطعا .

No comments:

Post a Comment